بشرة المولود الجديد هي واحدة من أكثر جوانب العناية التي تشغل بال الأمهات، فهي حساسة للغاية ورقيقة، مما يجعلها عرضة للتأثر بالعوامل البيئية والمنتجات التي تُستخدم على الجلد. بسبب رقة البشرة، قد تظهر لدى المولود مشكلات جلدية مثل الجفاف، الطفح الجلدي، أو التهابات الحفاضات. في هذا المقال، سنقدم نصائح مهمة حول كيفية العناية بالبشرة الحساسة للمولود لضمان الحفاظ على نعومتها وصحتها في هذه المرحلة الحساسة من حياته.
1. فهم طبيعة بشرة المولود الحساسة
بشرة المولود تكون أكثر حساسية مقارنة ببشرة الكبار لأن طبقة الجلد الخارجية (البشرة) لم تتطور بشكل كامل بعد. هذا يجعل البشرة أكثر عرضة للجفاف والالتهابات، كما أنها أقل قدرة على الاحتفاظ بالرطوبة. من المهم أن تدرك الأمهات أن بشرة المولود تتكيف مع البيئة الجديدة تدريجيًا بعد الولادة، وبالتالي تحتاج إلى عناية خاصة خلال هذه الفترة.
وفقًا لدراسة نُشرت في “مجلة الأمراض الجلدية للأطفال”، فإن الأطفال حديثي الولادة يمتلكون جلدًا أرق بنسبة 30% من جلد البالغين، مما يزيد من حساسيتهم تجاه المهيجات والمواد الكيميائية. لذا، من الضروري تجنب المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية قوية أو عطور قد تؤثر سلبًا على بشرتهم الحساسة.
2. استخدام منتجات العناية بالبشرة المناسبة
عند اختيار منتجات العناية بالبشرة للمولود، من الضروري التأكد من أنها مناسبة لبشرة الأطفال ولا تحتوي على مكونات ضارة. يفضل اختيار المنتجات الخالية من العطور والكحول والأصباغ لأنها قد تسبب تهيج البشرة أو جفافها.
- المنظفات والصابون: يفضل استخدام صابون مخصص للأطفال الذي يكون خفيفًا وخاليًا من الكبريتات والعطور. استخدام الصابون التقليدي يمكن أن يجفف بشرة الطفل الحساسة ويسبب تهيجًا.
- المرطبات: بعد الاستحمام، يمكن استخدام كريم مرطب خالٍ من العطور لتجنب جفاف الجلد. من المستحسن اختيار كريمات تحتوي على مكونات طبيعية مثل زبدة الشيا أو زيت جوز الهند، التي تساعد في الحفاظ على رطوبة البشرة وتمنع التشقق.
- منتجات الحفاضات: يجب الحرص على استخدام حفاضات قابلة للتنفس، بالإضافة إلى كريم مخصص لمنطقة الحفاضات لحمايتها من الطفح الجلدي والتسلخات. كريمات تحتوي على أكسيد الزنك تعد مثالية لحماية بشرة المولود من الرطوبة الزائدة.
3. الحفاظ على روتين استحمام بسيط
استحمام المولود الجديد يجب أن يكون بلطف وبمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، لأن الإفراط في الاستحمام يمكن أن يزيل الزيوت الطبيعية من بشرة الطفل ويؤدي إلى جفافها. الماء الفاتر هو الأنسب لبشرة المولود، ويفضل استخدام كمية صغيرة جدًا من الصابون الخفيف أو المنظف المخصص للأطفال. بعد الاستحمام، يُنصح بتجفيف بشرة المولود برفق باستخدام منشفة ناعمة، ثم ترطيب الجلد على الفور.
الباحثة د. كارين جونسون، في كتابها “العناية بالبشرة للأطفال”، تنصح بتجنب استخدام الماء الساخن جدًا أثناء الاستحمام لأنه قد يسبب جفاف الجلد وتهيجه. كما توصي بأن يُحافظ على وقت الاستحمام قصيرًا، من 5 إلى 10 دقائق، لتجنب إزالة الزيوت الطبيعية من بشرة المولود.
4. حماية البشرة من التغيرات البيئية
بشرة المولود أكثر حساسية تجاه العوامل البيئية مثل الحرارة، البرودة، والرياح، لذا من المهم اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتها من التأثيرات الضارة.
- في الصيف: يجب حماية بشرة المولود من أشعة الشمس المباشرة، لأن الجلد الحساس يكون أكثر عرضة لحروق الشمس. يُنصح باستخدام مظلة أو ملابس تغطي الجسم بالكامل إذا كنتِ خارج المنزل مع المولود. واقيات الشمس المخصصة للأطفال يُفضل عدم استخدامها حتى يبلغ الطفل 6 أشهر على الأقل، وفقًا لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
- في الشتاء: الهواء البارد يمكن أن يجفف بشرة المولود بسرعة، لذا من الضروري استخدام مرطب للبشرة في الشتاء، خاصة على المناطق المكشوفة مثل الوجه واليدين. تأكدي أيضًا من أن الطفل يرتدي ملابس دافئة ومصنوعة من أقمشة طبيعية مثل القطن، التي لا تسبب تهيج الجلد.
5. التعامل مع الطفح الجلدي والتسلخات
الطفح الجلدي والتسلخات، خاصة في منطقة الحفاضات، هي مشكلات شائعة بين المواليد الجدد. الرطوبة والاحتكاك الناتج عن الحفاضات يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد. لتجنب هذه المشكلة، من المهم تغيير الحفاضات بانتظام والتأكد من نظافة وجفاف منطقة الحفاض قبل وضع حفاضة جديدة.
نصائح لتجنب الطفح الجلدي:
- تغيير الحفاضات بشكل متكرر، خاصة بعد التبول أو التبرز.
- استخدام كريم مضاد للتسلخات يحتوي على أكسيد الزنك أو الفازلين لحماية الجلد.
- ترك منطقة الحفاض مفتوحة لفترات قصيرة لتهوية الجلد.
إذا لاحظتِ ظهور طفح جلدي شديد أو مستمر، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال لتحديد العلاج المناسب.
6. الاهتمام بملابس المولود
الملابس التي يرتديها المولود يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة بشرته. يفضل اختيار الملابس المصنوعة من أقمشة ناعمة مثل القطن، وتجنب الملابس التي تحتوي على ألياف صناعية أو مهيجات قد تسبب الحكة أو الطفح الجلدي. من المهم غسل ملابس المولود قبل استخدامها للمرة الأولى باستخدام منظف مخصص لملابس الأطفال، ويُفضل أن يكون خاليًا من العطور والمواد الكيميائية القوية.
في دراسة نُشرت في “مجلة طب الأطفال الجلدي”، تبين أن الأطفال الذين يرتدون ملابس مصنوعة من أقمشة قطنية ناعمة يكونون أقل عرضة للإصابة بالطفح الجلدي أو التهيج مقارنة بالأطفال الذين يرتدون ملابس مصنوعة من ألياف صناعية.
7. مراقبة الجلد بانتظام
تغيرات الجلد يمكن أن تكون مؤشرًا على وجود مشكلات صحية أو حساسية، لذا من المهم أن تراقب الأم بشرة المولود بانتظام وتفحصها بحثًا عن أي علامات على الجفاف، الاحمرار، أو التهيج. إذا لاحظت أي تغيرات غير طبيعية، مثل الطفح الجلدي أو ظهور تقرحات، يُنصح باستشارة طبيب الأطفال على الفور للحصول على التشخيص المناسب.
الأسئلة الشائعة حول العناية ببشرة المولود الحساسة
- كم مرة يجب أن أستحم طفلي المولود؟
يُنصح بالاستحمام مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع لتجنب تجفيف البشرة. - هل يمكنني استخدام أي نوع من الصابون أو الشامبو؟
يُفضل استخدام منتجات مخصصة للأطفال خالية من العطور والمواد الكيميائية القاسية للحفاظ على بشرة المولود ناعمة وصحية. - كيف يمكنني منع الطفح الجلدي الناتج عن الحفاضات؟
تغيير الحفاضات بانتظام، استخدام كريم مضاد للتسلخات، وترك منطقة الحفاض مفتوحة لفترات قصيرة يمكن أن يساعد في منع الطفح الجلدي. - هل يجب استخدام مرطب لبشرة المولود؟
نعم، يُنصح باستخدام مرطب خفيف بعد الاستحمام للحفاظ على رطوبة بشرة المولود، خاصة في فصل الشتاء. - كيف أحمي بشرة المولود من الشمس؟
يُفضل تجنب تعرض المولود لأشعة الشمس المباشرة، واستخدام مظلة أو ملابس تغطي الجسم بالكامل. - هل يمكن استخدام واقي الشمس للمولود؟
وفقًا لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يجب تجنب استخدام واقيات الشمس للأطفال تحت سن 6 أشهر. - ما هي أفضل أنواع الأقمشة لبشرة المولود؟
الأقمشة القطنية الناعمة هي الخيار الأفضل لبشرة المولود، حيث تسمح بتهوية الجلد وتقلل من خطر التهيج. - هل يجب غسل ملابس المولود قبل استخدامها لأول مرة؟
نعم، من المهم غسل ملابس المولود قبل استخدامها لأول مرة باستخدام منظف مخصص للأطفال وخالٍ من العطور والمواد الكيميائية. - كيف يمكنني التعامل مع جفاف بشرة المولود؟
استخدام مرطب خالٍ من العطور والكحول بعد الاستحمام يمكن أن يساعد في منع جفاف الجلد. - متى يجب علي القلق بشأن طفح جلدي أو تهيج؟
إذا كان الطفح الجلدي شديدًا أو استمر لفترة طويلة، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال لتشخيص الحالة والعلاج المناسب
الخاتمة
العناية ببشرة المولود الحساسة تتطلب اهتمامًا خاصًا واستخدام المنتجات المناسبة التي تحافظ على رطوبتها وتجنب أي تهيجات أو مشاكل جلدية. من خلال اتباع نصائح بسيطة مثل استخدام منتجات خفيفة ومرطبات طبيعية، وتغيير الحفاضات بانتظام، يمكن الحفاظ على بشرة المولود ناعمة وصحية.